الدوران الوظيفي: التحديات والحلول في سوق العمل السعودي
يمثّل الدوران الوظيفي أحد أبرز المؤشرات الحيوية التي تعكس مستوى الاستقرار الوظيفي داخل المؤسسات والمنشآت. ويُقصد به معدل التحاق الموظفين الجدد وخروج الموظفين السابقين خلال فترة زمنية محددة.
في السوق السعودي، يشكّل الحد من معدل الدوران الوظيفي تحدياً جوهرياً، حيث يؤثر بشكل مباشر على كفاءة الأداء التشغيلي، وفعالية فرق العمل، وتكاليف الموارد البشرية. ويُنظر إلى تقليل هذا المعدل كأحد العناصر الاستراتيجية في بناء بيئة عمل جاذبة ومستقرة تساهم في تحقيق أهداف النمو والاستدامة.
ما هو الدوران الوظيفي؟
الدوران الوظيفي هو مقياس لحركة الموظفين بين الانضمام إلى المؤسسة ومغادرتها، سواء كان ذلك بشكل طوعي (استقالة الموظف) أو غير طوعي (إنهاء الخدمة من قبل جهة العمل).
يُحسب المعدل بقسمة عدد الموظفين الذين غادروا المؤسسة خلال فترة زمنية معينة على إجمالي عدد الموظفين في تلك الفترة، ويعبّر عنه كنسبة مئوية.
يُعد ارتفاع معدل الدوران الوظيفي مؤشرًا سلبيًا يشير إلى ضعف الاستقرار الوظيفي أو وجود تحديات في بيئة العمل، بينما يشير انخفاضه إلى رضا وظيفي واستقرار مؤسسي.
أهمية مراقبة الدوران الوظيفي في السوق السعودي
في ظل التحول الاقتصادي الذي تشهده المملكة العربية السعودية، تزداد أهمية متابعة ومعالجة الدوران الوظيفي داخل المنشآت لأسباب استراتيجية تسهم في تحقيق الاستدامة والتنافسية، من أبرزها:
- تعزيز استقرار الكفاءات البشرية وضمان استمراريتها داخل بيئات العمل.
- تقليل التكاليف التشغيلية الناتجة عن عمليات التوظيف والتأهيل والتدريب المتكررة
- رفع مستوى الإنتاجية وتحسين الأداء المؤسسي عبر استقرار فرق العمل.
- دعم صورة المؤسسة في السوق كمكان عمل جاذب ومتميز يعزز ولاء الموظفين.
- الإسهام في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 من خلال تطوير رأس المال البشري واستثماره بفعالية.
التحديات المرتبطة بالدوران الوظيفي
تواجه العديد من المؤسسات، لا سيما في القطاع الخاص، تحديات متزايدة ناجمة عن ارتفاع معدل الدوران الوظيفي، والذي يمثل عائقاً مباشراً أمام الاستقرار المؤسسي وتحقيق الكفاءة التشغيلية. من أبرز هذه التحديات:
- ضعف الولاء المؤسسي نتيجة غياب الحوافز الفعّالة أو ضعف ثقافة العمل التنظيمي.
- بيئة عمل غير جاذبة تتسم بغياب فرص النمو المهني أو بزيادة مستويات الضغط والإجهاد الوظيفي.
- عدم وضوح المسار الوظيفي، مما يدفع الكفاءات للبحث عن فرص أكثر استقرارًا وتطورًا.
- قصور في برامج التدريب والتطوير، مما يقلل من فرص التمكين المهني وبناء القدرات.
- فروقات الأجور والمزايا مقارنة بما تقدمه المؤسسات المنافسة في السوق.
تؤدي هذه العوامل مجتمعة إلى خسائر مالية وبشرية ملحوظة، وتنعكس سلبًا على قدرة المنشأة في تحقيق أهدافها الاستراتيجية واستدامتها في بيئة العمل التنافسية.
دور مجموعة أتكال السعودية في الحد من الدوران الوظيفي
تقدّم مجموعة أتكال السعودية حلولًا استراتيجية متكاملة تهدف إلى معالجة تحديات الدوران الوظيفي وتعزيز الاستقرار الوظيفي داخل المنشآت، وذلك عبر منظومة متقدمة من خدمات الموارد البشرية، تشمل:
- توفير كفاءات مهنية مدرّبة ومستقرة تلبي احتياجات قطاعات متنوعة مثل: الإدارة، اللوجستيات، التصنيع، الضيافة، تكنولوجيا المعلومات، وغيرها.
- إدارة متكاملة للموارد البشرية تضمن ملاءمة الموظف للمهام الوظيفية وبيئة العمل بما يعزز التوافق والاحتفاظ بالكوادر.
- تصميم برامج تحفيزية وبيئات عمل جاذبة تساهم في رفع مستوى رضا الموظفين والحد من التسرب الوظيفي.
- تقديم برامج تطوير مهني مستمر تعمل على تعزيز ارتباط الموظف بالمؤسسة ورفع جاهزيته للتقدم المهني.
- تحليل منهجي لأسباب ترك العمل، مع إعداد خطط تحسين قائمة على البيانات والتحليلات الدقيقة لدعم القرارات الاستراتيجية.
من خلال هذه المبادرات، تسهم أتكال في مساعدة الشركات على بناء قوى عاملة مستقرة، مما يؤدي إلى خفض التكاليف التشغيلية، وزيادة كفاءة الأداء المؤسسي، وتحقيق أهداف النمو والاستدامة.
القيمة المضافة التي تقدمها أتكال
تسهم مجموعة أتكال السعودية في تحقيق الاستقرار الوظيفي وتقليل معدلات الدوران الوظيفي من خلال تقديم قيمة مضافة واضحة ومبنية على حلول عملية ومبنية على البيانات، تشمل ما يلي:
- تحليل مؤشرات الدوران الوظيفي بشكل دوري، وتزويد العميل بتقارير تحليلية تساعد في اتخاذ قرارات استراتيجية مدروسة
- إعداد خطط استبقاء وظيفي فعّالة ترتكز على فهم عميق لاحتياجات الموظفين وتطلعاتهم، ما يسهم في تعزيز الولاء المؤسسي.
- إدارة مرنة للموارد البشرية تتيح التكيف مع المتغيرات التنظيمية والسوقية، دون المساس باستقرار فرق العمل.
- تقديم حلول توظيف مؤقت ودائم تتوافق مع طبيعة كل قطاع وظروف العمل، مما يقلل من المخاطر المرتبطة بعدم الاستقرار.
من خلال هذه المبادرات، تؤكد أتكال التزامها بأن تكون شريكًا موثوقًا في دعم المنشآت نحو تحقيق بيئة عمل مستقرة، فعالة، وقادرة على المنافسة.
الخاتمة
يُعد الدوران الوظيفي من أبرز التحديات التي تواجه المؤسسات، لما له من تأثير مباشر على أداء واستدامة الأعمال، خصوصًا في ظل التغيرات المتسارعة في سوق العمل السعودي.
ومن خلال تهيئة بيئة عمل جاذبة، وتوفير برامج تدريب وتطوير فعّالة، إلى جانب إدارة مرنة ومحفّزة للموارد البشرية، يمكن للمنشآت تقليل معدلات الدوران الوظيفي وبناء قاعدة موظفين مستقرة تسهم في تحقيق النجاح طويل الأمد.
وفي هذا الإطار، تؤكد مجموعة أتكال السعودية دورها كشريك استراتيجي موثوق، من خلال تقديم حلول متكاملة تُمكّن المؤسسات من تعزيز استقرارها الوظيفي وبناء قوى عاملة وطنية متمكنة ومستدامة.

